رأيك في المدونة

الجمعة، 14 يناير 2011

تساؤلات فلسفية لمنهج التربية البدنية :
أصبح من المنطقي أن هدف بناء المناهج أساسا يعتمد علي الاختيار والانتقاء الصحيح للخبرات التعليمية والأنشطة وتنيمها ، وليس مجرد حشو المنهج بمجموعة من الخبرات أو الأنشطة بشكل عفوي أو عشوائي ، وهذا الانتقاء أو الاختيار الصحيح إنما يقوم علي أسس فكرية تربوية والتي تعبر عنها الفلسفة التربوية ، والتي يمكن أن نتعرف علي ملامحها ومقوماتها من خلال الاجابة علي إطار التساؤلات التالية :
ماهي الاهداف العامة للتربية في المجتمع والتي ينبغي علي منهج التربية البدنية والرياضة أن يحققها ويتوافق معها ؟
ماهي الأهداف العامة للتربية البدنية والرياضية والتي تتفق منطقياً مع الأهداف التربوية العامة في هذا المجتمع ؟
ماهي الأغراض التعليمية المتصلة بالمرحلة التعليمية والتي قدمها قسم التربية البدنية بالمدرسة لتحقيق الأهداف العامة للتربية ولمقابلة احتياجات النمو والتكيف لأبناء هذه المرحلة ؟
ما هي القيم والخبرات والسلوكيات والحصائل التعليمية المتوقع أن يكتسبها التلميذ لتحقيق الأغراض التعليمية لهذه المرحلة ؟
ما هو التنظيم الأمثل الذي يعطي أفضل عائد ممكن من هذه الحصائل التعليمية ويحقق الأغراض التعليمية ؟
كيف نحكم أو نقدر ما تحقق من أغراض تعليمية وما تم اكتسابه من حصائل وخبرات استناداً لأساليب معقولة في التقويم ؟
هل تأسس منهج هذه المرحلة التعليمية علي ماسبقه من مراحل ، وهل يفضي إلي منهج المرحلة التالية باتساق وتتابع وسلاسة ، فيمهد لما يليه كما استفاد من تمهيد ما سبقه ؟
** التوجهات الفلسفية للمنهج **
يتصف المنهج الجيد في التربية البدنية المدسية ، بأنه المنهج الذى استوعب مختلف التيارات الفكرية والاجتماعية في المجتمع ، وأنه المنهج الذي تعايش مع المشكلات الثقافية والتربوية ، وأنه المنهج أدرك دور التربية البندية والرياضية في المجتمع بحيث تكون مناهجها التعليمية انعكاساً لهذا الفهم والاستيعاب.
وهذا الضوء علي معني التوجه الفكري الفلسفي للمنهج ، فالدور الأساسي للتربية كما نعلم جميعاً هو النقل الثقافي ، والاعتبارات السابقة يجب أن تأخذ نصيبها عند هذا النقل ، وإذا ما طبقنا ذلك علي منهج التربية البدنية والرياضية ، سنجد أن لكي ينجح في رسلته يجب أن يكون انعكاساً لعدد من الاعتبارات الفكرية والاجتماعية والثقافية والتربوية فيما يمكن أن نطلق عليه التوجهات الفلسفية للمنهج ، والذي يعبر عن مجموعة من الأطر والأفكار المرشدة لكافة العناصر والعمليات المكونة للمنهج وأيضا المرشدة لإجراءت تنفيذه وتتبعه وتقويمه.
وهذه التوجهات الفلسفية هي خلاصة المناقشات الفكرية التي تناولت منهج التربية البدنية والرياضة في علاقته بالتيارات والقوي الفكرية والاجتماعية ، وقد صيغت بحيث تكون نطاقاً مردة للمنهج ، وموجها له ، والمنهج الذي يخلو من التوجهات الفلسفية ( تربوية ، إجتماعية ) هو خبط عشوائي من الخبرات والمهارات والاتجاهات غير المتسقة والتي تكون محصلتها في النهاية ضعيفة وغير مجدية ولا طائل منها ، بحيث يمكن وصف المنهج الخالي من التوجهات الفلسفية بالجواد الجامح الذي ينطلق بدون مقود.
وبذلك يصبح المنهج أداة الفكر الفلسفي في تحقيق مراميها وأهدافها ، ويعبر عن ذلك كويل ، فرانس Cowell Putting & France
( بمعني وضع الفلسفة موضع تنفيذ وعمل )
والطرح التالي يعد أهم التوجهات الفكرية للمنهج في التربية البدنية والرياضة .
أ – منهج التربية البدنية – انعكاس لثقافة المجتمع
لأن الدور الأساسي للتربية هو نقل الثقافة من خلال المؤسسات التربوية ، فإن للتربية البدنية والرياضة دورا هاما في الصدد باعتبار أن التربية البدنية والرياضة المدرسية أحد أشكال التربية ، ذلك لأنها معنية بنقل الثقافة والتراث الثقافي المتصل بأطر مثل الحركة والنشاط البدني واللعب والألعاب والرياضة والتمرينات والترويح البدني.
وهي بذلك تتيح للتلميذ فرص للتعرف علي مايتصل بثقافه الإنسان عالميا ومحليا تلك المرتبطة بالأطر السابق ذكرها ، فتساعده علي معايشة هذه الثقافة والتفاعل معها والمشاركة الايجابية في أنشطتها ومظاهرها.
ب – منهج التربية البدنية – انعكاس للقيم والمعاني :
لعبت الرياضة دوراً رئيسيا علي مدي التاريخ الانساني يتصل بتعهد الأخلاق الحميده وتأكيد الفضائل وتبني القيم وبث المعاني النبيلة في نفوس ممارسيها.
وأن شاب الرياضة المعاصرة بعض الممارسات ومالظاهر السلبية كتزايد العنف والعدوان وتعاطي المنشطات والغش وغيرها من المظاهر التي تسئ إلي وجه الرياضة الحضاري والقيمي ، إلا أن التربية البدنية والرياضة المدرسية – كمنهج تربوي – ظلت الحارس الأمين والمستودع الأصيل للقيم والمعاني التربوية النبيلة ، حيث تختار المهارات والأنشطة والسلوكيات بعناية لتحقيق قيم وحصائل وخبرات سلوكية مرغوبة.
ج – مصدر رئيسي لمعرفة حركة الإنسان :
تعد الحركة تجربة وخبرة أساسية للطفل ، فهي تتعدي الحصائل الحركية والأدائية بكثير ذلك لأن الأداء الحركي تحكمه عدة عوامل بيئية ونفسيه وإدراكية ومعرفية .
و أحد الجوانب الغنية في الأداء الحركي بشكل عام وفي الرياضة بشكل خاص ما نطلق عليه المعرفة الرياضية والتي تتيح للتلميذ أن يعرف ويقدر ما في جسمه من قدرات واستطاعات وأيضا تعرفه حدوده البشرية كما أن المعرفة الحركية ذخيرة في حد ذاتها في مواجهة الفرد للمتطلبات الحركية لحياته ومعيشته ، ومن خلالها يستطيع أن تحكم ويقدر تأثير التمرين البدني علي جسمه وأدائه ، وما هي أفضل الطرق التي يستطيع ان يؤدي بها أعمال في ضوء أقصي طاقات لديه ، وكيف يمكن أن ينمي قدراته وإمكاناته الحركية والبدنية مستعينا بالمعرفة الحركية والرياضية.
د – إطار تكيفي تطبيعي للفرد في المجتمع :
تتعدي فلسفة المنهج في التربية البدنية والرياضة الأطر التقليدية لفلسفات المناهج في المواد التعليمية الأخري سواء أكانت مواد اكاديمية صرفة أم حتي أنشطة تربوية مماثلة .
ذلك لأن منهج التربية البدنية يتخطي مفهوم التحصيل الدراسي والتثقيفي إلي آفاق أكثر رحابة وإلي أهداف أعرض بكثير من أسوار المدرسة وجدران الفصول.
فبرامج التربية البدنية والرياضية في المدرسة وغيرها من المؤسسات التربوية تقدم فرصا غنيه للتطبيع علي مقدرات ومعايير المجتمع الاجتماعية والثقافية.
هـ – يستوعب تيارات التربية المعاصرة ويحل مشاكلها :
تنال التربية في أغلب مجتمعات العالم مرتبة رفيعة وأوليه هامة ، ويعمل الجميع علي أن تتحسن أحوال التعليم وأخوال المدرسة ، ولما كانت الاتجاهات في التربية تظهر كاستجابة للقوي الاجتماعية ، فإن علي التربية أن تجد حلا لمشكلاتها ولا تستثني التربية البدنية ، ولا مناهجها من هذا الاتجاه نحو الإصلاح والتحسين.

وعلي مناهج التربية البدنية أن تصلح من أحوال التربية البدنية المدرسية التي أصبحت متردية في أحوال غير قليلة ، وذلك بأن تتبني أحدث الاتجاهات والتيارات التربوية المعاصر والتي ثبت جدواها في سائر المواد والأنشطة التعليمية ، ومن دواعي التخلف أن نتمسك بالأشكال القديمة والأنشطة المستهلكة وطرق التدريس العقيمة إذا ما ثبت عدم جدواها ، ومن دواعي التقدم والارتقاء ان نحاول جاهدين اللحاق بالتيارات والسياقات المعاصرة في التربية بشكل علم وفي التربية البدنية بشكل خاص.
ولقد تغير دور التربية البدنية من مجرد الاهتمام بالبدن إلي الاهتمام بالفرد ككل عبر النشاط البدني ، وتغيرت فلسفة المنهج المتمركزة حول درس التربية البدنية التقليدي المغرق في الأنشطة البدنية الشكلية إلي درس التربية البدنية الذي يتكامل مع باقي جوانب البرنامج من أنشطة داخلية وخارجية في سبيل تقديم ثقافة بدنيه شاملة تتصل بالفرد وبواقع حياته المعاشة وبمقتضيات الحياة العصرية فهي تتطلع إلي تشكيل أسلوب حياة صحي للأطفال والشباب يستمر معهم طوال حياتهم ، في مواجهة عوامل الترهل والضعف البدني والنفسي ، وفي مواجهة متغيرات اجتماعية ثقافية جديدة ، أصبح لها انعاكاساتها السلبية علي أسلوب حياة الفرد بما في ذلك نقص الصحة والعافية واللياقة ، مثل مشاهدة التلفزيون وقيادة ومتابعة برامج الأقمار الصناعية ، وألعاب الفيديو التي استبدلها الاطفال والشباب بالرياضة والنشاط البدني الترويحي البناء . والفرد المربي بدنيا من وجهة نظرا الرابطة الأمريكية للصحة والتربية البدنية والرويح والرقص Aahperd 1992 هو الذي :
1- تعلم المهارات الضرورية لأداء مختلف ألوان النشاط البدني
2- الائق بدنياً
3- يشارك بانتظام في النشاط البدني
4- يعرف تضمينات وفوائد النشاط البدني
5- يقدر قيمة النشاط البدني وإسهاماته في ألسوب الحياة الصحي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.